تصبحون على ذكر الرحمن.. جملة أكتبها دائماً قبل أن أنام لمتابعيي عبر شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، ولكن فجأة لمحت إعلاناً كتب عليه: توظيف في المطار الجديد غداً في فندق.. من الساعة 9 وحتى 4 مساء.. ففرحت لعلمي قرب افتتاح المطار الجديد يوم 12-12–2012.
فعدت ونشرت الخبر للجميع لاستغلال الفرصة وتقديم الطلبات؛ لتعم الفائدة للباحثين عن عمل.
والحمد لله كان ما كنت أتمناه، وذهب المواطن محملاً بالآمال والأحلام والأمنيات ووصل إلى هناك.. ويا ليته لم يصل.. ماذا وجد.. صفوف وازدحام وربكة وعدم تنظيم ونظرات غريبة من البعض له.
وظن المواطن في الوهلة الأولى أنه حفل لأحد الجاليات الآسيوية، أو أن هؤلاء ينتظرون الدخول للسينما أو مسابقة من سيربح السيارة، فحاول جاهداً الوصول إلى الداخل لمكتب تقديم الطلبات، ولكنه ضاع في زحمة هؤلاء، فلم يجد من يستقبله، ولم يجد من يرحب به، بل وجد العبوس والتأفف والتذمر، وسمع أحدهم يقول للآخر: «كمان القطريين جايين هوون».. غير طبعاً التعليقات بلهجات أخرى لا تعلم أن يمدحك أم يذمك. ولكنه لم يلق لهم بالاً، فهدفه أسمى من أن يقف عند هذه التفاهات.. وبالفعل وجد ضالته شاب آسيوي يقف يجمع الطلبات من عند الباب فلا داعي لدخولك أم مقابلتك.
وكذلك وجد تلك المواطنة التي تبحث عن ممر آمن، لكي تصل لهذا الشاب (راعي الطلبات)، ولكن باءت محاولاتها بالفشل بسبب الازدحام الكبير.. الذي لا يراعي حرمات الآخرين.
وذاك يبحث عن موقف لسيارته، كي يستغل الفرصة ويقدم أوراقه لتحقيق حلمه.. ولكن كل شيء انتهى فجأة، وأغلق الباب وانتهى الفيلم، وبدأت علامات الاستغراب والتذمر.. ماذا حدث؟!
هل هذه طريقة صحيحة لتقديم الطلبات ونحن في سنة 2012؟!
هل يعقل أن يكون الموضوع بالطريقة هذه: تجمهر وتدافع وخلط بلط عباس على دباس.. للتوظيف؟!
والله صدمة فعلاً.
فرجع يسألني البعض متذمراً مما شاهد وسمع وحصل معه ونقلوا لي غريبة (خاصة التجمهر).
فقمت بالاتصال بأحد المصادر المقربة لمعرفة موضوع التوظيف فقال لي: الخدمات الأرضية في المطار الجديد بإدارة وإشراف الخطوط القطرية، واليوم فتح باب التقديم لطلبات التوظيف، وعلى فكرة عزيزي القارئ الكثير منا لم يكن يعلم عن هذا الموضوع إلا القلة القليلة.. والغريب أن غيرنا عرفوا وقدموا قبلنا!
ومن هنا عرفت سبب التجمهر والتوافد غير الطبيعي من الجنسيات المختلفة (والمواطن ما زال يبحث.. عن راعي الطلبات).
«جزاكم الله خير إخوانا» على فتح باب التوظيف، وبالفعل الباب مفتوح للجميع مواطناً كان أم مقيماً لا خلاف على ذلك، من يصلح تعطى له الفرصة، ومن لا يصلح ممكن يعاد تأهيله.
ولكن..
هل سألتم أنفسكم مدى المعاناة التي يعانيها المواطن يوم السفر بحثاً عن موظف يتحدث معه العربية في المطار الحالي؟!
هل عانيتم مثل ما يعاني المواطن من غربة وهو في مطار بلده يبحث عن شخص يتفاهم معه على وزن أو تأخير أو تغيير موعد أو إلغاء رحلة.
أمور يعاني منها المواطن اليوم في المطار ومن خدماته رغم الجهود المبذولة الكبيرة بصراحة، ولا يتمنى أن تتكرر معه مرة أخرى.
هل تعرفون ما أمنيات المواطن اليوم للمطار الجديد؟!
أن تكون البصمة القطرية ظاهرة في كل أركان المطار.
أن تكون الهوية القطرية العنوان الأبرز في كل زوايا المطار.
أن يصل الوافد ويجد الثوب والغترة والعقال في استقباله.
أن يدخل الزائر المطار ويرى الزي الوطني في كل مكان.
أن يكون له دور وطني إيجابي في بوابة قطر الجوية للعالم.
أن يكون في مقدمة استقبال زوار الدولة بالابتسامة.
أن تكون أول كلمة يسمعها الزائر «Welcome to Qatar ولكن بالعربية» يتبعها حمدالله على السلامة.. ومعه كتيبات وسي دي عليه معلومات عن قطر وعن عادات وتقاليد الدولة.. تعطى لكل زائر.. مجرد أمنيات.
ودمتم سالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق