سؤال أطرحه على بعض المسؤولين الذين يجلسون اليوم على كرسي المسؤولية: ليش تحاربون بعضكم؟
طبعا الإجابات عادة..
أنا مع التقطير.. لا تعمم.. توجيهات.. شوف كم قطري عندنا.. أدور على هالقطر.. أنا.. وتطول الحجج..
إلى أن تصلك الإجابة (واللي تقهرك).. لا بالعكس من قال!
من قال!!
الكل يقول ويشوف ويلاحظ فما إن يتسلم المسؤولية أحدهم فأول قرار يتخذه تحويل كل الكفاءات والمميزين إلى خبراء..
أي إلى (مقبرة الإبداع) وأين؟ في مكتبه أي «لا تتحركون، لا تبدعون، لا تتطورون» إلا بأمري يعني موت حي، هل هذا يعقل يا جماعة الخير؟ ويقولك أنا مع القطري حتى النخاع!!
هل يعقل بعض المسؤولين يقرب الوافد ويبعد المواطن الذي أفنى عمره حبا في بلد والعمل ويقولك أنا مع القطري حتى النخاع!!
أيعقل بعضهم يهمش الكفاءة الوطنية بحجة التطوير ثم يستعين بالعيون الزرق وأكثرهم من الجنس الناعم لأن عندهم مفتاح سر النجاح ويقولك أنا مع القطري حتى النخاع!!
أيعقل نحول الكفاءات والخبرات إلى مقبرة الإبداع والحجة أنه لا بد من فتح المجال للأجيال الجديدة.. وتفاجأ أن الأجيال الجديدة من الوافدين ويقولك أنا مع القطري حتى النخاع!!
ليش بعض المسؤولين ما إن يجلس على كرسي الحلاق يلتفت يمينا ويسارا ويطلب الملفات وأسماء الكفاءات ويظن الكل أنه سوف يستعين بهم لتطوير العمل ولكنهم يفاجؤون أنهم تحولوا إلى ما يسمى (الفائض)، هل هذا كره أم حقد أم ضيق؟ لا تعرف بالضبط ويقولك أنا مع القطري حتى النخاع!!
هل جربتهم.. هل احتككت بهم.. هل عاصرتهم؟ لا طبعا ولكنك أنت خفت منهم ليكتشفوا قلة خبرتك وعدم درايتك لأصول العمل!!
ليش المسؤول في وسائل الإعلام يصرح ويصدح أنه مع التقطير وتوظيف الكفاءات وعنصري حتى النخاع ولكنه أصلا بعيد كل البعد عن التقطير، فتجد مديرة مكتبه وافدة والسكرتارية وافدة والمساعد وافد ومساعد المساعد زوجة الوافد.. وهكذا تتسلسل شجرة التوظيف إلى أن تصل للوظائف الدنيا فتجد المواطن المغلوب على أمره متواجدا عليها.. وفي ثاني يوم يصرح المسؤول أنا مع القطري حتى النخاع!!
ليش نحارب بعضنا وليش ما نتمنى لبعضنا الخير والصلاح والفلاح وليش نحسد بعضنا؟
مشاهداتنا كثيرة وواقعنا يتحدث عن دلائل كثيرة في جميع القطاعات.
وأطرف موقف عندما تجد إعلانا لوظائف لجهة معينة ويكتب فوقه الأولوية للقطريين فتذهب وتقدم ورقك وأنت تتأمل الخير في ابن بلدك الذي «سيتوصى بورقك» لأنك مستوف الشروط وتنتظر وتنتظر وتنتظر، وفي الآخر تكتشف أصلا أن الإعلان لجميع الجنسيات إلا القطريين.
خسارة والله..
ولكن لو ننتقل إلى القطاع الخاص (شبه الحكومي) فحدث ولا حرج. مواطن مسؤول يتسلم الوظيفة العليا فيأمر بوضع هيكلة جديدة لهذه الجهة والجميع يستبشر خيرا (سوبرمان وصل) بعد سنوات الظلم من المسؤول السابق.
وتتوالى الاجتماعات والمقترحات والتوصيات وبعد أشهر من الانتظار يخرج المسؤول ليصرح بالهيكلة الجديدة للشركة التي طال انتظارها فتجد ما يلي:
المربع الأول -بالون الأصفر– المدير العام (مواطن) وبس..
المربعات الأخرى باللون الأخضر (وافدين)..
إلى أن تصل فئة المراسلين والأمن والكتبة فتجد الخانة مظللة بالعنابي (مواطنين)، ونسي تصريحه الناري في أول يوم تسلم فيه منصبه (أنا مع القطري حتى النخاع!!)
هل هذا يعقل يا ناس؟
هل هذا يعقل يا بعض المسؤولين؟
لين متى واحنا نحارب بعضنا؟
لين متى كل واحد فينا يدير العمل الحكومي على أنه شركة خاصة يقرب من شاء ويبعد من شاء؟
غريب أمرنا والله.
المميز لا يصلح مع المسؤول الجديد..
والمسؤول الجديد يبحث عمن ينقذه فيجد ضالته في الوافد الذي يبتسم له طول الوقت فيقربه ويبعد المواطن ابن أرضه وبلده، وكل هذا خوفا من أن يأخذ مكانه.
هل هذا عدل يا إخوان فعلا؟
السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ونحن نحارب بعضنا البعض يا قطري حتى النخاع!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق