الخميس، 21 فبراير 2013

يا خوفي..21-10-2012


مهما طال بي المسير سيأتي اليوم الذي أجد نفسي فيه خارج الخدمة. 
مهما طال بي العهد في وظيفتي فلا بد أن يأتي اليوم كي أستريح. 
مهما طال بي العمر في عطائي لا بد أن يأتي ذلك اليوم الذي تشل فيه حركتي. 
أفكر اليوم كما يفكر أغلب الموظفين بالمستقبل الغامض الذي ينتظرني بعد أن أتقاعد، 
مستقبل مبهم لا أعلم ملامحه ولا نعلم ما نهايته. 
اليوم وأنا في وظيفتي أتمتع بكامل المزايا الوظيفية. 
اليوم وأنا على رأس عملي تزوجت وأسست حياة كريمة لأسرتي. 
اليوم وأنا بكامل صحتي جاهدت وعملت وكافحت ووصلت إلى أعلى المستويات، 
ولكني أفكر وفي داخلي ألف سؤال.. ما مصيري بعد أن أتقاعد؟ 
ما مصيري بعد أن أفنيت عمري في خدمة الوطن؟ 
ما مصيري بعد المستوى المعيشي الذي عشت فيه أنا وأسرتي؟ 
ما مصيري وأنا صحتي اليوم لم تعد كما الأمس فقد هرمت وهرم معي أبناء جيلي؟
فعلاً إنه قلق يومي يعتريني خاصة بعد الشكاوى اليومية عبر وسائل الإعلام عن وضع المتقاعدين.. 
فبعد أن كنت أتمتع بمزايا وحوافز وبدلات في راتبي الشهري، 
أنصدم حين تصلني تلك الورقة التي أكره أن تصلني في يوم، 
لكي تعلن لي نهاية حياتي الوظيفية.
تعلن تحول مصير أسرة كاملة إلى حياة دون مستوى،
أعلم علم اليقين أن دوام الحال من المحال، 
وأنه سيأتي ذلك اليوم الذي أفارق فيه وظيفتي ومصدر رزقي 
ولكن إلى أين المسير؟ 
فعلاً اليوم أقول يا خوفي من مرحلة التقاعد لو كان الوضع كما هو الآن.. 
يا خوفي من ذلك اليوم الذي أجد فيه نفسي أبحث عن وظيفة أخرى تعوضني نقص الراتب.. 
يا خوفي أن يأتي ذلك اليوم الذي يطلب مني أحد أبنائي أن أساعده في تكاليف الزواج، ويجد الإجابة دمعة حسرة على وضع غير متوقع.. 
هل هذا تقدير لموظف أفنى حياته حباً لوطنه وعمله؟ لا أعتقد!! 
نسمع الوعود ونقرأ التصريحات من المسؤولين بقرب تعديل مواد قانون التقاعد.. 
نسمع الوعود ونقرأ التصريحات من المسؤولين بقرب إضافة بدل السكن أو بدلات أخرى.. 
نسمع كثيراً ونقرأ كثيراً وفي القلب غصة كبيرة.. وطال بنا الانتظار، 
وفعلا أقولها:
.. يا خوفي.. من بعد رحيلي على مستقبل أسرتي.. 
آخر وقفة 
مقال اليوم من واقع نعيشه وحديث يومي لا ينتهي. 
مقال أوجزت فيه حديث النفس للكثير من الموظفين، 
تحدثوا معي وتناقشوا معي ونقلته لكم بقلمي. 
والجميع ينتظر الفرج من رب العالمين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق