يوم 18 ديسمبر يوم مجيد في تاريخ قطر
فيه كان للمؤسس المغفور له الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني دور كبير في إرساء دعائم الدولة واستقلالها وإثبات وجودها التاريخي ككيان مستقل له الكلمة وله الموقف.
وفي كل عام تحتفل دولة قطر حكومة وشعبا بهذا اليوم بفعاليات تعبر عن أصالة وثقافة شعب قطر منذ التأسيس، كما تعبر عن المواقف الرجولية والبطولية للمؤسس والشعب الذي تكاتف معه، فكانت اللبنة الأولى التي انصهر بها الحاكم والمحكوم في صف واحد لمواجهة الأخطار المحدقة بدولة قطر.
لذلك تعددت الأنشطة الرجولية والفعاليات التي تعبر عن أصالة وثقافة وبطولة الأجداد، فكان المسير العسكري الوطني صباحا بحضور وتشريف قائد الدولة وربان سفينة الأمان سيدي سمو الأمير المفدى مؤسس الدولة العصرية القطرية.
ولكن مساء حدث ما حدث..
نعم مساء كان المسير الشعبي للاحتفال باليوم الوطني وحضور جانب من احتفال الألعاب النارية بمشاركة ملحوظة من دول مجلس التعاون الخليجي ولاسيما من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة كمشاركة شعبية بأفراح شعب قطر.
ورغم التنبيهات والتحذيرات والقوانين وتوجيهات رجال المرور فإن ما حدث من البعض جعل من فرحتنا بهذا اليوم تتحول إلى حزن وضيق وقهر من تصرفات لا مسؤولة من أشخاص من المفترض هم من سيقود النهضة في الدولة مستقبلا.
تحولت المسيرة الشعبية إلى مسيرة الترقيم والمغازل والاستهتار بأعراض الناس والعائلات.
تحولت الأفراح الوطنية إلى الرش على سيارات العائلات ومضايقة المشاركات.
تحولت الأفراح الرسمية إلى رقص ومياعة وأغاني وبقايا رجال لعنهم الله في كتابه.
تحولت فرحة الوطن إلى تبرج وسفور وخلع ثوب الحياء لبعض من النساء، وكأن يوم الوطن يوم الفسوق.
تحولت المسيرة الشعبية إلى مسيرة كسر قواعد المرور وقواعد الأخلاق والحفاظ على عادات وتقاليد الشعب القطري وأصبحت مسيرة من يرقم أكثر.
مسيرة جاهد فيها رجال الأمن قدر المستطاع، ولكن للأسف قال أحدهم (اشعليك منه) ويقصد بها طبعا رجل الأمن الذي يحاول تنظيم السير.
وسؤالي اطرحه للجميع.. لماذا هذا الاستهتار واللامبالاة؟
لماذا عكستم (البعض) صورة سيئة عن احتفال قطر بيومها الوطني؟ لماذا جعلتم من يومنا الوطني فرحة لضعفاء النفوس لكي يعبثوا ببناتنا وأبنائنا وأسرنا.
لماذا فضلتم الإساءة للوطن بأفعالكم ولم تفضلوا الشكر والعرفان له ولحكومته في يوم التكاتف والولاء.
قطر ستسمو بروح الأوفياء..
وأنتم ستسمون بروح المسخرة وقلة الأدب للأسف..
أنتم نقلتم وجها مسيئا للشعب القطري بعد ما قال المؤسس مدحا في قوة الشعب وصلابته ودفاعه عن الأرض:
يبغي يطوعنا وزدنا قسوة
بغى طب عينه والطبيب أعماه
بكل ما فيها هذه الأبيات من معاني القسوة والحزم والرجولة والذود عن الأرض، ولكن هيهات هيهات بين الأمس واليوم يا بعضا من شباب المسيرة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق