احلف إنك مدرس!!
إن مهمة المربي عظيمة جداً، وعمله من أشرف الأعمال إذا أتقنه، وأخلص لله تعالى فيه، وربى الطلاب التربية الإسلامية الصحيحة.
فالمدرس مربي الأجيال، وعليه يتوقف صلاح المجتمع وفساده، فإذا قام بواجبه في التعليم، فأخلص في عمله، ووجه طلابه نحو الدين والأخلاق، والتربية الحسنة سعد الطلاب وسعد المعلم في الدنيا والآخرة.
لذلك يعتبر التدريس مهنة عظيمة لشرفها ونبلها فهي وسيط لنقل المعرفة الحياتية والعلمية والثقافية للطالب.
والمدرس يقع على عاتقه الأمانة الخالصة والمعرفة التامة والتأهيل المناسب لنقل كل هذه المعارف للطالب؛ لذلك قيل:
قم للمعلم وفه التبجيلا*كاد المعلم أن يكون رسولا
وهنا نجد كيف أن المدرس (الحقيقي) يصل لمرتبة الرسول؛ لذا فهي مهنة عظيمة وخطيرة في الوقت نفسه، فالمدرس بأسلوبه وخبرته وشهادته يحبب الطالب على كسب المعرفة والتعلم وممكن العكس.
لذلك نجد في الدول المتقدمة معايير لا بد أن تتوفر في المتقدم لهذه الوظيفة كي يعمل مدرسا من ضمنها النزاهة والمصداقية!!
ولكن
بلغني عبر مصادر خاصة بي قبل فترة عن اكتشاف شهادات مزورة في قطاع المدارس المستقلة لعدد بسيط من كادر التدريس في بعض المدارس!! وأين في قطر!
بصراحة لا أخفي عليكم صدمني هذا الخبر ولم أصدقه جملة وتفصيلا لولا معرفتي بصدق المصدر.
وهل فعلا وصل الأمر بالبعض أن يزور في التعليم؟ وأين في دولة فتحت لهم ذراعيها بكل حب وترحيب وتقدير!!
فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!
لا أعرف كيف يستطيع المزور في التعليم أن ينام الليل وهو في قرارة نفسه يعلم أنه انتهك قانون البلد وأنه كاذب غير صادق مع نفسه وربه وكل هذا لماذا من أجل حفنة من الريالات لا يبارك الله فيها.
جيل بأكمله تعلم منه، وجيل كامل عاش معه، وجيل كامل سيكون ضحية هذا المزور.
لهذه الدرجة وصل التلاعب والاستهتار بقانون الدولة وأصبح كل من هب ودب يقدم شهادته على أنه مدرس، وتتم الموافقة عليه بعد إجراءات روتينية يقوم بها المجلس.
من نلوم اليوم؟
ولمن نشتكي اليوم.
والأدهى من ذلك، أن كل المدرسين في القطاع الخاص -حسب المصادر- لا يتم فحص شهادتهم ومدى صلاحيتها وتركها في ذمة صاحبها ومدير المدرسة وهذا يعتبر الأخطر.
اليوم يستطيع أي فرد تزوير شهادة تدريس وخبرة ودورات تدريبية ويقدمها للمدارس الخاصة وبعد المقابلة وتدخل (الوسايط) تتم الموافقة وتفاجأ لاحقا أنه لم يكن أصلا مدرسا ولا يعرف أصلا أبجديات التدريس، كما حصل مع حالات الشهادات المزورة في صرح طبي كبير قبل 3 سنوات تقريبا.
اليوم التزوير وصل للتعليم وأمس كان في الطب وغدا الله العالم أين سيصل؟
فعلا بدأنا -وبسبب الذمم الرخيصة- نخاف من كل شخص نتعامل معه هل هو فعلا يحمل هذه الشهادة أم لا؟
ماذا أقول وماذا أكتب من قهري؟
لهذه الدرجة وصلت بكم يا عديمي الذمة التمادي وعدم إدراك مخاطر ما أقدمتم عليه من تزوير في أوراق رسمية وغش وخداع لا يغتفر لكم.
يا خوفي من يوم نقرأ في الجريدة خبر اكتشاف شهادات طيران مزورة ولكن بعد ماذا.. بعد خراب مالطة.
آخر وقفة
أعتقد آن الأوان لإنشاء إدارة محايدة للتحقق من شهادات المدرسين الوافدين والتأكد من مدى صحة هذه الشهادة والأوراق المرفقة من عدم صحتها أو
(احلف إنك مدرس)!!
ودمتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق