مع التطور السريع الذي تشهده الدولة في كافة المجالات -والحمد لله- تطلب من الجميع السعي لتحقيق رؤية قطر 2030، الأمر الذي أدى للاستعانة بخبرات وإدارات وأشخاص على مستوى عالٍ من الحنكة والمفهومية والدراية والقيادة سواء من الداخل أو الخارج لتحقيق ذلك، وهذا وضع طبيعي في دولة مثل دولة قطر تسابق الزمن للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة.
لذلك فإنه لا بد أن يقود دفة الأمور اليوم أشخاص لهم مواصفات خاصة وقدرات وخبرات قد لا تتوفر لدى الآخرين لمواكبة هذا التطور والعمل على المحافظة عليه.
تحدث معي أحد الإخوة عن موضوع في غاية الأهمية قبل عدة أيام حول مقولة «الرجل المناسب في المكان المناسب».. ودار حديث طويل حول ذلك، خاصة مع النمو المتزايد لعدد السكان، وهذا يتطلب سعياً دؤوباً لتحقيق مطالبهم وتسهيل أمور حياتهم المعيشية اليومية.
فكان يسأل هل اليوم كل مسؤول على كرسي المسؤولية هو في مكانه المناسب؟! أم إن المجاملات والواسطات والمحسوبيات وصلة القرابة وصديق الدراسة تلعب دوراً كبيراً في ذلك؟
لأن الملاحظ (كما يقول) أن بعض كراسي المسؤولية اليوم يجلس عليها من لا يعرف ما هو دوره أصلاً المنوط به هنا، فهو لا يتمتع بالقيادة ولا الخبرة في هذا المجال والحكمة في معالجة القضايا ولا النظرة الشاملة العامة الاستراتيجية.
فتجد من يحركه هو مساعده أو بطانته أو أصدقاؤه للأسف، ويعود السبب إلى سوء اختياره أصلاً لانعدام خبرته، فتكون النتيجة تقدماً إلى الخلف!! ويقول الأمثلة كثيرة يا بوعلي..
ويقول ستجد البعض منهم يحتاج إلى شهور طويلة حتى يدرك أين هو، ويفهم آلية العمل والقوانين واللوائح وأمور وخفايا هذا التكليف حتى يستطيع أن يصدر أول قرار أو تعميم لصالح العمل!!
وبالتالي نحن هنا استنزفنا الوقت والجهد، وأهدرنا ساعات طويلة حتى يتفهم المسؤول الجديد مهام عمله، ولا نستطيع أن نلومه ولكن نرجع ونقول السبب سوء الاختيار!!
آخر وقفة..
اختيار الأشخاص للمناصب والمهام لا تستحمل المجاملات على حساب مصالح الآخرين، فأحسنوا الاختيار واتركوا الاستهتار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق