بدأت الإجازة لطلابنا، ومعها بدأ الفراغ، وبدأ الاستهتار، وبدأ السهر وبدأت اللامبالاة.
هناك من تدارك الوقت والتحق بأحد الأندية أو المراكز التعليمية أو التقنية أو الدينية، لأنه خطط منذ البداية في جلسة حوارية مع والديه، وهناك من يحاول أن يتدارك الوقت بالسفر والسهر والانتقال من دولة وأخرى بقصد الاستمتاع المباح والعودة سالما إلى أهله وناسه.
وهناك من لم يفكر ولن يفكر وغير مستعد أصلاً للتفكير في فراغ وقته القاتل فتجد الأم في الزيارات والمجاملات وتجد الأب في جملتيه المعروفتين الصباح أنا في الشغل والمساء أنا مع الربع، والضحية شاب أو فتاة في عمر المراهقة.
فتاة لم تخطط وصديقة لديها بوادر الانحراف ووسائل التواصل متوفرة بدون رقيب والنتيجة معروفة انحراف مع سبق الإصرار والتربص فلا رادع لهن ولا رقيب يتابع ولا أم تجلس معهن.
وهنا أحذر من إغلاق الأبواب وما يدور في داخلها أيتها الأمهات أفيقوا من نومكم الذي طال والثقة الزائدة التي ضيعت الفتيات، اليوم أصبحنا نسمع البويات والسبورتيات والبنوتات ومصطلحات جديدة لا نعرف معانيها نحن، ولكن الوسائل الهدامة قامت بالواجب فأفهمتهم المعنى وعلمتهم التطبيق أيضاً، أعتقد آن الأوان يا أمهات أن تفيقوا وتنتبهوا.
حدثني أحد الأصدقاء عن ظاهرة انتشار التدخين بين البعض من شبابنا وبناتنا وهم في عمر الزهور، فاستغربت وتساءلت بصراحة من سقى هذه الزهور بمياه المجاري أعزكم الله فنبتت هذا النبت السلبي.
من سقى هذه الزهور اليانعة بأسوأ أنواع السم فكانت النتيجة الانحراف.
يا أمهات، الفراغ والملذات وأصدقاء السوء طريق مباشر للخطأ والانحراف.
قضايا نسمعها ومشاكل لا تنتهي نقرؤها يومياً ولكن الوضع مثل ما هو مستمر.
اليوم نسمع عن شباب مراهقين لا يتعدون من العمر 16 سنة عندما تسأل عنهم يأتيك الرد والله مسافر مع ربعه (.......) ليش قال يغير جو مسكين!!
تسأل عن فلانة المراهقة وينها تأخرت ما ارجعت البيت تشوف الساعة ولا الساعة 12.30 ليلا يجيك الرد بيت صديقتها!!
تسأل وتسأل ولا ودك تسأل لأن كل سؤال إجابته هم بيصير على قلبك.
مجالس الذكر موجودة
نشاط الداعيات قائم
نشاط الجهات الشبابية موجود
باقي أن احنا نختار لعيالنا وبناتنا الأصلح.
الحياة يا أمهات مهب بس مسلسلات ورومانسية ودموع وعطش للآخر.
هذا سم في العسل وانتبهوا (البعض وليس الكل)
اليوم المسلسل 30 حلقة، وكل حلقة 40 دقيقة وخلالها نشوف في البعض من السموم الفكرية والأخلاقية ما لذ وطاب بحيث يشبعك بجرعة محترمة من السموم وفي الحلقة الأخيرة والدقيقة 30 يظهر الحق وينتصر الخير على الشر وينتهي المسلسل.
والنتيجة جرعة دمار أخلاقية 30 يوماً
مقابل 30 دقيقة إيجابية آخر المسلسل.
انتبهوا أقولها لكم ولا تنجرفوا وراء البعض منها.
لا أقول لكم شككوا في بناتكم وأولادكم ولكن لا نفرط في إعطائهم الثقة، ونقول لا ما يغلطون؟
أقولك اسمحلي إذاً أنت يا ولي الأمر غلط، فما بالك بمراهق صحة وشباب واندفاع وفراغ وملذات لا رقيب عليه.
ماذا تتوقع أن تكون النتيجة؟
أعتقد من سيئ إلى أسوأ.
واللي ما يصدق روحوا شوفوا العوين والمشاكل اللي حلوها وما زالوا يحلونها.
روحوا شوفوا الصحف وايش تكتب.
روحوا شوفوا محاضر الشرطة ايش تسجل وايش تكشف وايش تستر.
لا تزعلون من كلامي ولكن هذا واقع.
يمكن يزعل كلامي ولكن أرجع أقولكم.
هذا وضع البعض وليس الكل.
أرجع وأذكركم وأذكر نفسي قبلكم.
فراغ بدون رقابة
دمار بدون استئذان
لحد يزعل من صراحتي ولكن هذا واقع لبعض المشاهدات اليومية اللي نشوفها ونتضايق منها
أحدهم همس في أذني وقال (دع الخلق للخالق يا بوعلي).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق