أياما قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك ضيفا كريما عزيزا.. شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار.. شهر البركات.. شهر النفحات الإيمانية.. شهر العطاء.. شهر البذل.. شهر الحسنات والسخاء في فعل الطاعات.
أياما قليلة وكل منا يستعد لمرحلة جديدة في حياته يترك من خلالها ملذات الدنيا ويعود إلى طبيعته البشرية المحبة للخير والعمل الصالح.
أياما قليلة وأبواب الشياطين تغلق، وتبقى الفطرة السليمة بعيدة كل البعد عن شهوات الدنيا وملذاتها.
أياما قليلة وكل منا يعود مريضا له أو كبير سن أو صديقا أو قريبا له كانت بينهم قطيعة.
أياما قليلة وسنحاسب أنفسنا على سنة مضت لم نستغلها إيجابيا، وسنطلب من الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة.
أياما قليلة وسنجد ونجتهد في عمل الخير والصدقات والزكاوات وإفطار الصائمين.
أياما قليلة ونبدأ معا صلاة التراويح وصلاة القيام ودعاء القنوت وطلب الرحمة والمغفرة والتوبة من الله.
أياما قليلة وتبدأ المحاضرات الدينية التوعوية في كل مكان، فتسمع هنا حديثا وهنا دعاء وهناك أذانا وبالقرب منك جلسة ذكر.
أياما قليلة وتشد الرحال إلى مكة المكرمة بقصد أداء العمرة وطلب التقرب إلى الله بالطاعات والدعاء والصلاة والصيام.
ولكن..
أياما قليلة وتتسابق القنوات الفضائية لبث سمومها من خلال المسلسلات التي تسرق الوقت منك دون أن تنتبه..
أياما قليلة وتبدأ الخيم الرمضانية من بعد 10 مساء بتقديم ما لذ وطاب من المأكولات، وبند عربي إسلامي من غير رقص مجرد عزف!!
أياما قليلة وتبدأ المسابقات التلفزيونية والإذاعية والصحافية كي تلهيك عن الذكر والاستغفار..
أياما قليلة والبعض منا يخشع ليوم أو يومين ومن بعد ذلك يعود لسابق عهده..
أياما قليلة ونجد أنفسنا في شهر الخير والمغفرة ونجد البعض في شهر المعسل والمسخرة..
أياما قليلة وسهر الليل يبدأ ليس في الذكر بل في اللعب واللهو والجلوس على المقاهي أو متابعة إعادة للمسلسلات..
أياما قليلة وسنجد الازدحام وتعطيل السير والوقوف في الممنوع ليس للحاق بركعة الصلاة ولكن للحاق بمحل السمبوسة والقطايف قبل الإفطار..
أياما قليلة ويبدأ دوري الفرجان كظاهرة إيجابية خلال الشهر الكريم بيد أن البعض للأسف يحول هذه الفعالية إلى شد وجذب وسب وإهانات وألفاظ لا تليق بالشهر الكريم.
أذكركم وأذكر نفسي معكم.. لنستغل شهر رمضان المبارك، ونترك المحرمات ونقبل على الطاعات..
الصلاة والصيام وغض الطرف والسلوك القويم وتلاوة القرآن والدعاء من مقومات المسلم الصالح.. التراويح والقيام وحضور مجالس الذكر بصحبة أبنائك وأصدقائك وأهل بيتك..
تقبل الله صيامكم وقيامكم وطاعاتكم..
ونلتقي على خير بعد عيد الفطر المبارك إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق